أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني الأحد، أن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض استقالة وزراء "جبهة التوافق" العراقية الخمسة ونائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي، فيما أكدت الجبهة تمسكها بسحب وزرائها.
وقال طالباني، في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي، عقب اجتماع ضمهما مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي: "أخبرنا رئيس الوزراء انه رفض استقالة وزراء التوافق، ونتمنى من الإخوة إعادة النظر في موقفهم، وأن يكونوا طرفاً مشاركاً في حكومة الوحدة الوطنية لهم حقوقنا كحقوق الجميع."
وأضاف الرئيس العراقي قائلاً: "عقدنا اجتماعاً جيداً مع رئيس الوزراء، وبحثنا الوضع السياسي العام، وأكدنا على المبادئ الأربعة والتي تم إعلانها مسبقا في بيته"، موضحاً أن تلك المبادئ هي تعزيز وتطوير حكومة الوحدة الوطنية، والالتزام بالبرنامج السياسي المقرر سابقاً، وتنفيذ ما تبقى من البنود، والالتزام باتفاق بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء حول الصلاحيات المشتركة.
وأكد طالباني أنه سيتم دراسة مطالب جبهة التوافق وتنفيذ المطالب المشروعة والمعقولة والقانونية قريباً، معربا عن أمله في أن تشارك التوافق في اجتماع خماسي، يضم رؤساء الكتل البرلمانية مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.
وكانت جبهة التوافق العراقية، وهي أكبر تكتل للسنة في الحكومة العراقية، قد أعلنت الأربعاء انسحابها من الحكومة العراقية الحالية، واستقالة وزرائها الخمسة، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي، بسبب ما اعتبرته أن "الحكومة أغلقت باب الإصلاح لإنقاذ العراق."
ولجبهة التوافق خمسة وزراء، بالإضافة إلى الزوبعي، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والخدمات، ومن بين وزراء الجبهة علي بابان وزير التخطيط والتعاون الإنمائي، وعبد ذياب العجيلي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورافع العيساوي وزير الدولة للشؤون الخارجية، واسعد الهاشمي وزير الثقافة.
من جانب آخر، قال سليم الجبوري عضو البرلمان العراقي عن جبهة التوافق، إن الوزراء باقون على موقفهم من الاستقالة رغم قرار المالكي عدم قبول الاستقالات، مضيفاً أن الجبهة معنية بقبول برنامجها أو رفضه، في إشارة إلى قائمة مطالب الجبهة التي تشمل حل الميليشيات الشيعية، وإعطاء الجبهة وزناً أكبر في القرارات الخاصة بالأمور الأمنية.
في الغضون، أكد أسامة النجيفي عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية، إن كتلته تدرس خيار الانسحاب من حكومة المالكي، إلا أنه قال في تصريح صحفي الأحد، إن انسحاب وزراء القائمة، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، لم يتقرر بعد.
وقال النجيفي: "لدينا تحفظات على أداء الحكومة، وسبق أن قدمنا مذكرة قبل ثلاثة أشهر، طلبنا فيها أن تعدل مسارها وخطوات العملية السياسية"، مشيراً إلى أن خيار الانسحاب مفتوح في حال عدم تلبية مطالبهم، وفقاً لما نقلت وكالة "واع" العراقية للأنباء.
وكان علاوي قد وصف في تصريحات له مؤخراً، حكومة المالكي عقب انسحاب جبهة التوافق منها بأنها "، موضحاً أن انسحاب التوافق من الحكومة يُعد "انهيار للعملية السياسية"، مشيراً إلى أن جبهته تدرس القيام بخطوة مماثلة.